من هنا نبدأ…  لنصنع مجتمعًا آمنًا بالقيم لا بالفوضى

من هنا نبدأ... بوعي صادق، وبقيم راسخة، وبإرادة لا تخاف المواجهة، وبثقة أن المجتمع الذي يتمسك بأخلاقه

من هنا نبدأ…  لنصنع مجتمعًا آمنًا بالقيم لا بالفوضى
من هنا نبدأ…  لنصنع مجتمعًا آمنًا بالقيم لا بالفوضى

 
✍️ بقلم: د. مدحت يوسف
???? التاريخ: 25 يوليو 2025م

✨ من هنا نبدأ... بوعي صادق، وبقيم راسخة، وبإرادة لا تخاف المواجهة، وبثقة أن المجتمع الذي يتمسك بأخلاقه لا يُهزم، وأن الشعوب تُبنى لا بقوانين صارمة فقط، بل بسلوك راسخ ينبع من ضمير حي، وعقل مُستنير، وقلبٍ يعرف الفرق بين الحق والضلال.

???? الصراع بين الخير والشر صراع ممتد منذ فجر الإنسانية، يبدأ من أعماق النفس ويمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية في تعاملاتنا الاجتماعية. هذا الصراع لن يتوقف، ولكن حسمه في يد الإنسان، وفي تربيته الأولى، وفي ما تلقاه من قيم وما عاشه من نماذج وما تأثر به من بيئة. الإنسان يولد على فطرة الخير، لكن هذه الفطرة تحتاج إلى رعاية وتوجيه، وإلا تداخلت معها المؤثرات، وعلت فيها نوازع الشر، لا لشيء إلا لغياب التوازن التربوي في المراحل الحاسمة من التكوين النفسي والسلوكي.

???? ما نشاهده اليوم من سلوكيات دخيلة وغريبة تتسلل عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة لتراكمات بدأت منذ أن تم التغاضي عن بناء الإنسان أخلاقيًا، وتقديم المهارات والدرجات على حساب الضمير والسلوك. تلك السلوكيات السلبية التي أصبحت تُستهلك وتُقلد وتُروج دون وعي، ليست مشكلة فئة بعينها، بل هي مسؤولية مجتمع كامل، تبدأ من الأسرة، وتمر بالتعليم، وتنتهي بصانع القرار.

???? الأسرة التي تمثل اللبنة الأولى في البناء، تشكل وجدان الطفل، وتضع البذور الأولى للفهم والسلوك. لكن كيف ننتظر منها أن تقوم بدورها إذا كان الأب والأم أنفسهم لم يتلقوا تعليمًا حقيقيًا يرتكز على القيم؟ وكيف نحمّل المدرسة المسؤولية وحدها، بينما المعلم نفسه يعاني من غياب التقدير والتكوين الأخلاقي والمهني؟ وكيف نطلب من الإعلام أن يوجه ويرتقي، بينما من يدير محتواه لا يحمل همًّا وطنيًا، بل يسعى إلى الشهرة أو الربح؟ إنها منظومة واحدة، إذا تعطلت في موضع، تعطلت في الكل، ومخرجاتها هي المواطن الذي يتفاعل مع المجتمع ويؤثر فيه ويتأثر به.

⚠️ المشكلة ليست في وجود الخطأ، فالخطأ سُنة بشرية، بل في غياب العلاج، وفي السكوت الذي يصل إلى حد التبرير، أو التجاهل الذي يتحول إلى تمكين غير مباشر للانحراف السلوكي. ومن هنا، لم تعد المواعظ كافية، بل صارت الحاجة ماسة إلى تشريعات رادعة، وحوكمة حقيقية للسلوكيات المجتمعية. لا بد من قوانين واضحة تقف في وجه الانفلات، وتمنع الاستهزاء بالقيم، وتحمي العقول من التشويه، وتحفظ كرامة الإنسان وأخلاقه، دون أن نصطدم بثوابت الحرية، ولكن في توازن يحفظ المجتمع ولا يخنقه.

???? العصر تغيّر، والعالم أصبح نافذة واحدة مفتوحة على الجميع، ثقافات تختلط، وآراء تتصارع، وقيم تتباين. لسنا ضد الانفتاح، ولكننا ضد الذوبان في ثقافات لا تشبهنا، وتاريخ لا يمت لنا بصلة. نحن أمة لها مرجعية، لها دين، لها قيم، لها حضارة، وما يُناسب غيرنا قد يفسدنا، وما هو حرية في مكان، قد يكون انحلالًا في موضع آخر. ولا بد أن نحمي أبناءنا من هذا التيه، لا بالمنع، بل بالوعي، لا بالعزل، بل بالتحصين.

???? نحن لا نفتقد الخير في مجتمعاتنا، بل نحتاج إلى من يوقظه، ويُعيد له بريقه. لا نفتقد التدين، بل نحتاج إلى ربطه بالسلوك لا بالمظاهر. لا نفتقد الإيجابيات، ولكنها تُخفى خلف ضوضاء السلبية. وما يحدث اليوم من تصرفات شاذة هنا وهناك، هي شوائب لا تمثل الأصل، لكنها تُسيء له إذا سكتنا عنها. المجتمع بحاجة إلى يقظة، لا من جهة واحدة، بل من كل الجهات، لأن التغيير لن يأتي من أعلى فقط، بل من كل بيت، ومن كل يدٍ تمتد لتصلح، ومن كل كلمة تُقال بإخلاص.

????️ المطلوب ليس شعارات، بل خطوات. أن نُعيد القيم إلى المناهج، ونُدرّس السلوك كما نُدرّس العلوم. أن نُفعل دور الأسرة والمجتمع في التوجيه. أن نُحاسب المقصر لا أن نُبرر له. أن نُشجع النماذج الإيجابية في الإعلام، لا أن نُبهر أبنائنا بمظاهر فاسدة. أن نربط بين القانون والأخلاق، وبين الحرية والمسؤولية. أن نعيد الهيبة للتعليم، وأن نمنح المعلم مكانته، لأنه صانع الإنسان قبل أن يكون ناقلًا للمعرفة.

???? هذا الجيل هو أمانة، ومستقبلنا مرهون به، وإذا لم نتحرك الآن، سنفقد فرصة إصلاحه. مجتمعاتنا لا تزال تنبض بالخير، وأبناؤنا فيهم طاقة لو استُثمرت لأزهرت حضارة جديدة. نحن بحاجة إلى قرار حقيقي، وإرادة جماعية، وصوت عاقل يُوقظ الضمائر قبل أن نُفاجأ بأجيال لا تُشبهنا، ولا تعرف من نحن.

@topfans كاميرا مباشر كفرالشيخ رئاسة مجلس الوزراء المصري خطى الوعي وزارة التربية والتعليم المصرية نواب شباب تطوير الذات والثقة بالنفس DrEng Medhat Youssef Moischool القنصليه المصريه بالرياض البرلمان العربي البرلمان ع الهوا جريدة الأهرام قطاع الهجرة وشئون المصريين بالخارج - وزارة الخارجية المصرية جريدة المعادي اليوم جريدة الشروق - Shorouk News جريدة الاهرام جريدة اخبار اليوم جريدة الدستور - ElDostor News جروب شباب الرياض 
#وزارة_الخارجية_والهجرة_وشئون_المصريين_بالخارج #د_مدحت_يوسف #الجمهوريةالجديدة #أمن_الأوطان كفرالشيخ والناس #الشخصية_المتكاملة #الأخلاقيات